روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | لا تظلم نفسك.. بالتعليم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > لا تظلم نفسك.. بالتعليم


  لا تظلم نفسك.. بالتعليم
     عدد مرات المشاهدة: 2342        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم.. أنا طالب في كلية الهندسة واواجه الكثير من الصعوبات مثل البعد عن الأهل وصعوبة الدراسة وغيرها..

وقد بدات في التفكير في ترك الهندسة والذهاب الى كلية التعليم وخصوصا اللغة الانجليزية فما نصيحتكم لي؟؟؟

علما بان اهلي يقولون اني راح أظلم نفسسي إذا خرجت من الهندسة وذهبت للتعليم؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكرك يا أخي الكريم على زيارتك لهذا الموقع المبارك, موقع المستشار.

قرأت رسالتك ولخصت أبرز ما فيها وعلى النحو التالي:

- طالب في كلية الهندسة.

- لديك بعضًا من التحديات؛ كصعوبات الدراسة ,والبعد عن الأهل.

- تفكر في تغيير مجال دراستك.

بداية.. أخي المبارك وائل سؤالي لك – وفقك الله – ماذا تريد أن تكون عليه حقيقة!! وفي أعماق نفسك!؟

ما ذلك الشيء (المجال أو الخبرة أو التخصص....) الذي تعتقد أنه يحقق لك رغباتك الشخصية! وليس رغبات غيرك من الناس!؛ الناس يأتون في مرحلة لاحقة..! المهم أنت ماذا تريد؟

كل واحد منا جاء إلى هذا العالم ليعبد الله تعالى أولًا ثم ليخدم في رسالة محددة, متفردة!

خلقه الله تعالى من أجلها! تخييل العالم بدون أن يكون هناك (مهندسًا) معماريًا أو مهندسًا تقنيًا.. هل سيستقر ويصلح حال هذا العالم ويتطور وينمو؟

ربما تقول: هناك غيري من هو أكفأ وأقدر بهذه المهمة وربما أجلد وأصبر عليها؟ أقول لك يا صديقي: ولما لايكون ذلك الإنسان هو أنت؟ وتحظى بهذه المكانة؟

كل ما ذكرته من صعوبات ما هي إلا إسقاطات على شيء نحن في الحقيقية نخاف منه؟

ونخشى منه! تذكر يا صديقي؛ بأنك إن وضعت نية طيبة وصادقة تجاه الشيء الذي تريده وتشعره حقيقة في قلبك ولامس روحك؛ ستجد أن كل تلك الصعوبات أضحت سرابًا لا أكثر ولا أقل!

أنت قوي بعون الله تعالى بما حباك الله تعالى من قدرات ومواهب- هي لديك لا أحد سواك! ثق تمامًا أن القرار الذي سوف تتخذه ونابع من قلبك وبعد أن يمزج بنية صادقة وطيبة؛ سيكون نعم القرار والاختيار..!!

لأنه قرار حقيقي وصادق صدر من قلبك! وليس من الآخرين ورغباتهم! الآخرون يريدون منا أمور- هم ربما يفتقدونها أو يرغبونها لذواتهم- وخاصة من الوالدين والأقربون! من حبهم وعطفهم وخوفهم علينا!

قرار بني على عاطفة في الغالب, وليس عن تمحيص وروية وبعد نظر!

كيف تتخذ القرار..؟

للحصول على إجابة؛ أنصحك بأن تجلسي مع نفسكِ واسألها ذلك السؤال (ماذا أريد في حياتي؟) ثم ضع على الأقل 20 إجابة!!

وحتى لو استمر هذا الأمر أكثر من يوم...! أعزل رغبات الآخرين وتطلعاتهم ونظرتهم – أثناء الإجابة – فالمهم أنت وماذا تعتقد أنك تستحقه وتود الحصول عليه أو بلوغه في دراستك...!!

هناك الكثير من الشباب؛ ينخرط في تخصصات – لمجرد إرضاء لوالديه أو أخوته أو أصدقائه.. ثم يكتشف وبعد مضي عدد من سني الدراسة أن التخصص الذي هو فيه غير مناسب له أو يجد صعوبة في إكماله.

وبعضهم ربما يكمل التخصص ويتخرج ويعمل في وظيفة هو في الأصل غير راغب فيها!!

كل هذا بسبب أنه لم يكن صادقًا مع نفسه ولم يحدد بالضبط ماذا يريد حقيقة في حياته أو في أي التخصصات هو يريد..

كلنا يعرف الدكتور طارق السويدان!! (حفظه الله) لقد برع في علوم الإدارة وكذا العلم الشرعي والدعوة... يقول عن نفسه؛ أن تخصصه الرئيس في الدراسة الجامعية كان (هندسة بترول)!!

ومع هذا حول عن ذلك التخصص وبدء في تخصص آخر ومجال آخر – وليس هناك عيب في ذلك! – إلا أن المشكلة الاستمرار على الخطأ!! هذا هو الظلم الحقيقي!

أنصحك- يا صديقي – أن تراجع نفسك بأن تحدد ما تريد!, وبعد ذلك وبعد أن تحدد التخصص المطلوب أو المجال المناسب لك ويناسب تطلعاتك وقدراتك الذهنية والبدنية وأفكارك وبيئتك وحالتك الاجتماعية وغير ذلك... عندها؛ قوم بسؤال أهل الاختصاص في ذلك المجال أو التخصص عن طبيعته وكيف هو وما هي فرص التوظيف فيه ومستقبله والصعوبات التي – ربما – يواجهها الدارس أثناء الدراسة.

أو بعد التخرج.. ثم أخيرًا وبعد هذا البحث؛ قوم بالاستخارة واسأل الله تعالى أن يفتح عليك مرة واثنتين حتى تجد الراحة والاطمئنان وعندها توكلِ الله تعالى في هذا المجال وأسلك ذلك الطريق..

والله أسأل أن يوفقك وينير طريقك بالخير وينفع بك الإسلام والمسلمين... ولا تنسونا من صالح دعائكم.

الكاتب: أ. فؤاد بن عبدالله الحمد

المصدر: موقع المستشار